]
هذه اللحظات عندما يعلن
الزوج زواجه بامرأة أخرى
هي أصعب ما تواجهه
الزوجة الأولى في حياتها!!
هو شعورٌ لا يوصف
وجذوةٌ لا تجفّ
حالةٌ من الضياع والانحدار للهاوية،
مدى ارتفاعها هي السنون
التي قضياها معاً بحلوها ومرّها!!
والزوج للمرأة في العالم بأسره
هو الركن الشديد, والملاذ الوحيد!!
هو القلب الشفيق, والحصن الرفيق!!
هو من يشاركها الأفراح والأتراح
يواسيها في حال التعب
وتداويه عند الكرب
تهرعُ إليه عندما تشتدّ بها الخطوب
وتدلهمّ الحروب
تُسرّ إذا ضمّ صغاره
وتبقى دوماً في انتظاره
تُعدّ له الطعام بيديها
وتفتديه بأغلى ما لديها
لأنه أنيس وحشتها..
ورفيق غربتها....
ولهذا لا نستطيع أن نقيس الفترة
التي عاشها الزوجان سوياً,
لأنها لا تكون بالأيام,
ولا الأسابيع, ولا بالشهور!!
بل باللحظات....بالأنفاس!!
إنها أنفاس اللحظات ولحظات الأنفاس!!
والمرأة عندما تتزوج
تحوك لنفسها عالماً خاصاً
فأما نهاره فأبناؤها وزوجها وبيتها
وأما ليله فالضياء والأمل
سعادتها برؤية الوجوه مبتسمة
هناؤها باستتباب الأمن بمنزلها
سماؤها ليست بالسماء التي نعرف!!
وأرضها ليست بالأرض التي نطأ!!
هي جنة داخلية, وسعادةٌ سرمدية
وعندما ينصرف عنها الزوج بالزواج,
تنهال غيمة الكبرياء التي لطالما
ارتفعت في سمائها, فهي بين خيارين:
إما أن تطلب حريتها وتلِجّ في طلبها
أو أن تمزق كبرياءها
وتلملم شتاتها, وتطأ جراحها!!
إنه انكسار الأنثى
ولا تنكسر إلا بإهمال الأنوثة فيها!!!
ولهذا لا تعجب مما تسمعه
من القصص في هذا الشأن,
وتُعدّه ضرباً من الخيال,
لنساء أصابتهنّ سهام الفجيعة,
وجرحتهنّ نِصالُ الفُرقة!!
فإحداهنّ صلّت بغير اتجاه القبلة,
وواحدة أعطاها مبلغاً كبيراً
من المال فأحرقته في الحال!!
ومنهن من أبلغها زوجها بخبره
قبيل صلاة التراويح في رمضان
فدخلت لتصلي في قسم الرجال!
ومن شدّة الهمّ تُصاب بعض
النساء بجلطة دماغية قد تسبب
لها الشلل أو فقدان إحدى حواسها الخمس!!
وقد تقودها الغيرة إلى مالا تُحمد عقباه,
كالقتل مثلاً, كما جاء في
الخبر التالي: من أن إحداهنّ
عندما سمعت بشائعات زواج
زوجها عليها, فتراكم عندها
مخزون هائل من الغضب,
والرغبة في الانتقام فأخذت
تجادل زوجها في هذا الشأن
وقد أخفت سكيناً تحت ملابسها,
فلمّا استخف بها الزوج أخرجت
السكين وطعنته فسقط قتيلاً,
ثم سلمت نفسها وقالت: إنّ حبها الشديد
لزوجها هو الذي دفعها لقتله؛
لأنها لم تكن تسمح لأي إنسانة
مهما كانت أن تنتزعه منها .
ولعل هذا هو مصداق حديث الرسول
-صلى الله عليه وسلم- عندما
خرج من عند عائشة ليلاً
قالت: فغِرت عليه
فجاء فرأى ما أصنع! فقال: مالك يا عائشة! أغِرت؟
فقلت: وما لي؟ لا يغار مثلي على مثلك!
فقال: لقد جاءك شيطانك!
قلت: يا رسول الله! أمعي شيطان؟
قال: نعم
قلت: ومعك يا رسول الله!
قال: نعم, ولكن أعانني الله
عليه حتى أسلم. رواه مسلم