بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول عليه الصلاة والسلام
يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتتبع عورات المسلمين يتتبع الله عورته حتى يفضحه في بيته
إن المؤمن يستر وينصح
وإن المنافق والفاجر يهتك ويعير.
فإن كنت مؤمناً مخلصاً في محبتك لإخوانك فاستر عليهم قصورهم وعيوبهم،
ثم اخلص بالأسلوب الحسن والحكمة والموعظة الحسنة إلى قلوبهم وإلى آذانهم وإلى عقولهم، وانصحهم بالتي هي أحسن
إن سوء الظن يدفع المسلم إلى أن يتحقق بزعمه،
فيبحث مستمعاً متنصتاً،
أو ناظراً متجسساً،
أو باحثاً متعقباً عن عورات المسلمين وعن سقطاتهم وعن فلتات كلماتهم،
بل ربما تجرأ فدخل بكلامه إلى داخل قلوبهم وإلى خبايا نياتهم،
والله جل وعلا قال
وَلا تَجَسَّسُوا
والنبي صلى الله عليه وسلم قال
ولا تجسسوا، ولا تحسسوا
عدم الستر على المسلم فيها مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بالستر على المسلمين
فأين نحن من هذا النداء الذي حضنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم على الستر،
كما في الحديث الصحيح أنه قال
من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن فرج عن مسلم فرج الله عنه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة
فلم يجترئ ذلك الفاعل على فضح المسلم
نسأل الله عز وجل السلامة
الآثار المترتبة على انقلاب النصيحة إلى فضيحة
1- عدم قبول النصيحة
فإذا نصحت الرجل في الملأ من الناس أو أظهرت عيبه من ورائه فغالب الأحوال أنه لا يرتدع،
بل يصر ويمضي على معصيته، ويبقى على مخالفته،
2- تغير القلوب
وحصول الشحناء والبغضاء، وشيوع سوء الظن والريبة بين الناس
وهذا كله فساد لأصل المودة والأخوة الإيمانية الواردة في قوله تعالى
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
وهذا يبعث على تغير القلوب.
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
إنك إن تتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت تفسدهم
3- إشاعة الفاحشة
فالله جل وعلا قد نهى عن ذلك وحذر منه فقال
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدنيا والاخره
فهذا التحذير معناه
ألا يذكر المرء وقوع الفواحش، وألا يذكر من ذكرها؛
4- الاشتغال بعيوب الآخرين عن عيوب النفس
انشغال مثل هؤلاء الناس بعيوب غيرهم عن عيوبهم وحسبك بهذا أثراً خطيراً
فشتان بين من قصده النصيحة وبين من قصده الفضيحة،
أما صاحب العقل الصحيح والقلب الحي فإنه يدرك ويفرق بين ما هو نصيحة وبين هو فضيحة.
وعن الحسن البصري أنه قال
من سمع بفاحشة فأفشاها كان كمن أتاها،
وما تزال الفاحشة تفشو بين المؤمنين حتى تصل إلى الصالحين فهم خزانها
فنسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من أهل النصح والإخلاص، وأن يجعلنا ممن يجتنبون هذه المحاذير ويبتعدون عن هذه الآثار،